الشيعة بين الطائفية والمذهب

تمسك بنو أمية بقميص عثمان رض ,فكانت لهم دولتهم وعاصمتها في الشام –دمشق,وحمل بنو العباس قميص الإمام الحسين ع(واقعة كربلاء),فكانت لهم دولتهم أيضا وعاصمتها فيما بعد بغداد المنصور,بقيت حقائق التاريخ والأصول الصحيحة للخط الإسلامي المحمدي ص,

يتماوج ويميل حيثما مالت سلطة هذه الدول ,تبعا لرغبات حكامها وخلفائها الذين أحبوا السلطة ابتعدوا كثيرا عن تطبيق الشريعة الإسلامية وانحرف اغلبهم عن الدين الإسلامي وصل حد الكفر والاستنكار والاستخفاف بالرسالة الإسلامية(على غرار لعبت هاشم بالملك...)

فكانت هناك بوادر خط رسالي صاف وخال من الشوائب حمل لوائه الإمام علي ع ومن بعده الأئمة أولاده عليهم السلام جميعا,عاش جنبا إلى جنب مع كل الأحداث والمتغيرات التي طرأت على الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول محمد ص,وخصوصا الفترة المضطربة في الخلافة العثمانية,وتبعاتها المؤثرة في المسيرة الخلافة-الدولة الإسلامية الشكلية في العهدين الأموي والعباسي

لذلك كانت مدرسة الشهيد علي شريعتي واضحة في تحديد الأبعاد المتطورة للمذهب الجعفري,بين التحولات الطائفية (التشيع الصفوي) والمذهبية (التشيع العلوي),وهو العارف ببواطن المذهب الشيعي القادم من مدينة قم الإيرانية وصولا إلى مجموعة من علماء الطائفة شيوخ بني بويه- والشيخ الصدوق- والشيخ الكليني –الشيخ علي بن الحسين القمي- والشريف الرضي نقيب الطالبيين-وشيخ الطائفة الطوسي,

بمعنى أخر أن المذهب الشيعي له مدرستين المدرسة الطائفية الإيرانية الطاغية اليوم على المشهد الشيعي العام(مجالس اللطم والبكاء والعويل-الحسينيات المنتشرة في كل مكان-تحديد لون العمامة والتمييز بين المسلمين السادة والعاميين-تلفيق الأحاديث الاعجازية بأهل البيت ع وهم بالطبع لايحتاجون إليها-عصمة الأئمة عليهم السلام-ترسيخ مبدأ لعن وشتم الخلفاء الراشدين-فتح باب التقليد والاجتهاد-الخ),كلها أفعال وممارسات وطقوس طائفية لاعلاقة لها بجوهر المذهب الشيعي؟



المدرسة الأخرى التي أخذت على عاتقها تصحيح مدرسة أهل البيت عليهم السلام,محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن المدرسة الصفوية الإيرانية,هي المدرسة العلوية التي تستمد قوتها وقدرتها على مواجهة الطغاة وجمهور الجهل والتخلف والفرق الشيعية المغالية بحب أهل البيت ع,أمثال الشهيدين الأول والثاني محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر في العراق, وفي لبنان السيد موسى الصدر والسيد محمد حسين فظل الله قدس سرهم الشريف,

الشهيد الأول تخلت عنه الحوزة الإيرانية المتواجدة على ارض النجف بل طلبوا منه أن يتخلى عن الخط الإسلامي الحركي (حزب الدعوة الإسلامية),أما الشهيد الثاني والمرحوم السيد محمد حسين فقد نبت لهم الحوزة الإيرانية المتزمتة خيمة العداء والمحاربة والتضليل(وصلت حد السب والشتم والقذف بكلمات الباطل),وهذا مما دعا سلطات البعث ودوائر المخابرات الإقليمية بما فيها أجهزة الأمن الإيرانية إبان عهد المقبور الشاه,إلى مراقبة ومواجهة تحركات هذه المجموعة الفكرية المعنية بتنقية الإسلام المحمدي العلوي من الإضافات والاختراقات والانحرافات الدخيلة على المذهب,

بحيث كانت العلاقة الحميمية المتواصلة بين السيد الخميني والسيد الصدر الأول تعبر عن وجهة نظر متطابقة حيال عدة قضايا مذهبية وطائفية متباينة,هي نواة التغيير الإسلامي في المذهب الشيعية(لهذا تجد أن السيد الخميني قد واجه تحديات مرجعية إيرانية كبيرة بعد قيام الثورة شريعة مداري-الشيخ منتظري الخ),خذل العراقيون والعالم العربية الشهيد الأول وتركوه يعذب هو وأخته العلوية بنت الهدى

(فيما هم اليوم يذهبون بالملايين إلى الإمام الحسين للتكفير عن ذنوبهم في عهد الطاغية),ووقف الشعب الإيراني المستنير بوجه طاغية إيران شرطي المنطقة الأمريكي الهوى(شتان بين الموقفين) إلى جانب قيادته الإسلامية الصادقة

النتيجة: أن الثقافة الشيعية الطائفية الطاغية اليوم ,هي لاتمثل بالضرورة كل تفاصيل فكر وأصول المذهب الشيعي العلوي,بل هي تقوم بتشويه المذهب وتسيئا ليه في أحيان عدة,المذهب الشيعي مذهب الانفتاح والتعقل والجدل,بوابة لعلم المنطق والحديث وعلم الكلام والتأويل القرآني الصحيح