حكومه لا ترضيني

السيد نوري المالكي

لماذا شكلت إذن ؟؟؟

الوقت لم يفت بعد عن الحديث عن كل الذي الذي جرى بعد تشكيل الحكومة العراقية بل إن اللعنة الشعبية العراقية قد بدأت الآن تلاحق المسببين لما حدث بعد الانتخابات العراقية الأخيرة لاختيار قادة العراق الجدد لأربع سنوات أخرى عسى إن لا تكون عجافا مثل سابقاتها ..لكن الصورة أصبحت اليوم أكثر وضوحا ورؤية لنرى ملامح الفترة القادمة التي ربما بدأ العد التنازلي للإطاحة بأخر أحلام العراقيين التي طال انتظارها منذ أكثر من ثلاث عقود ليزيدوها ساسة العراق اليوم أربع سنين أخر وهذا لا يقبل ولا يحتاج إلى بحث سياسي او حتى إلى جهد لتكتشف إن الوضع العراقي القادم ليس بأحسن من سابقه ...

اعتقد ليس التذكير بالأحداث جميعها هو الهدف من اجل الوصول إلى اعتقاد اخذ يشيع بسرعة في الأوساط الشعبية قبل الأوساط المتتبعة واهم تلك الذكريات هو ترك العراق با جمعه إلا اللهم ثلاث مدن في شمال العراق بيد الجزارين يعبثون كما يحبون وهم يمسكون بسكاكين الذبح وقد ترك أكثر من ثماني أشهر بلا بوصلة ولا اتجاه ومواعيد مضطربة وفوضى سياسية عارمة على أمل أن يستيقظ من انتخبهم الشعب ليذهبوا إلى تلك القبة المقدسة لإنقاذ الجرح العراقي وإيقاف نزفه الشديد ولو بجلسة معتبرة على الأقل تحدد ملامح المشهد القادم ,,لكن كل الذي حدث حضر البرلمانيين لفترة لا تزيد عن الساعة ويذهبوا بعدها الى مضاجعهم ووسائدهم الوثيرة ويتركوا الأمر هكذا سائب كل الذي فعلوه نفذوا وصية دستورهم الميت باختيار اكبر الأعضاء سنا ليترأس الجلسة ويعلن انتهائها واعتبارها مفتوحة وتمضي الساعات والأيام والشهور وكأن الوقت في العراق قد قتلت قيمته وصودرت وانتهكت كرامته وانتهى أمره ليعقد المجلس ثانية وبإحداث دراماتيكية واتفاقات مرتبكة وأجواء تسودها الثقة الميتة ليعلن الجميع إن وصول الفر قاء العراقيين إلى اتفاقات تخرج العراق من قمقم الهاوية لتتمخض هذه الاتفاقات عن ولادات مشوهة لبناء حكومة عراقية تترأسها دولة القانون وتوزع الحقائب بالتراضي لكل الأطراف ويظهر للشعب ان مسعاه قد ذهب أدراج الرياح ..

الملفت للنظر إن ألعملية برمتها هذه التي تسمى سياسية كانت مجرد أحلام للصاعدين الى قمة الهرم وبان إن الجميع كان يمني النفس إن يصير له شأن في الوضع العراقي حتى لو تطلب ذالك إن يدوم أمر عدم تشكيل الحكومة إلى قرن من الزمان فان الجميع لهم أهداف حتى ولاؤك اللذين لم يكونوا يجسروا يوما إن يحلموا بها صار لهم هدف ولم لا مادام الوضع هكذا مشجع في العراق وفعلا ولو أخذنا نظرة سريعة عن كل الحكومات في المنطقة الإقليمية العراقية لم تجد حكومة مثل العراق تأكل أكثر مما تعطي لأبناء ها ابتدءا من رفع عدد نواب البرلمان من (275) برلمانيا إلى (325) برلمانيا في جلسة لا يعرف أين صار اتفاقها وفي اي عاصمة عربية أو أجنبية ولماذا خمسين نائبا مرة واحدة وباتفاق واحد وليس الأمر مجرد رقما بل ما وراء ذالك من ملايين من الدولارات الذاهبة بجيوب هؤلاء الخمسين وحمايتهم ورواتبهم وعجلاتهم ومنافعهم وتشويه لحرمة شوارع المتسولين عند تقاطع طرقات المدن وهم يجولون ويقطعون ويمنعون كل دابة سائرة إلى مسعاها انه نائب عراقي ليس الا ...

ولو سوق ذالك الأمر بصمت وانتهى الموضوع لكان هذا الذي جرى هينا ويتقبله العراقيين ولو على مضض لكن العجب العجاب بتشكيل حكومة الأحلام التي طال انتظارها من قبل شعب تعصف به المآسي من كل حدب وصوب وصار ملعبا للقتلة والمتمردين والخارجين عن القانون ناهيك عن مشاكله المتأصلة التي لا يجسر احد الحديث عنها أيتام إمراض أرامل بطالة فساد سراق قتل نهب إرهاب منظم صحة معدومة خدمات تحتية ميتة تجاوز على مشاعر الآمنين ..

لتظهر الحكومة الجديدة والتي تبدأ من السيد رئيس الوزراء ونوابه الجدد الذين زادوا لرضاء الزعلانين وطبعا لا يفوت إن نذكر إن النائب الجديد لا يعني شخص واحد تبوأ أو استأ زر وانتهى الأمر بل يعني ذالك بناية كاملة المواصفات أبواب خاصة وشبابيك معتمة وأشخاص أشداء كانوا يمرحون ويلعبون في الشوارع ليصبحوا حمايات ومستشارين وسواق ولواء من الجيش او لا أبالغ لأتنازل إلى سرية عسكرية بكل معداتها العسكرية من ضباط الى نواب ضباط هذا إذا كان الأخوة اليوم يتذكرون النواب ضباط لأني اعتقد انه قد ولى مع من ولا وأذابه الزمن وسيارات مصفحة وبنادق سريعة الطلقات وعشرات من الفتيان الذين هم لا يبتعدون كثيرا عن القادم للحكومة الجديدة بل هم من إخوته وأبناء عمومته وأخوة زوجته الجديدة وعشيرته لتظهر في ليلة وضحاها عشيرة جديدة لها ابن بار رفع اسمها المنط مس في دهاليز المجهول ... وكذالك الحال بالنسبة لرئيس الجمهورية ونواب إضافيين مع العلم ان الدستور بين للجميع أن رئيس الجمهورية في الفترة الثانية وضعه مختلف جدا ولا يوجد هناك اسم يسمى هيئة الرئاسة لكن الإخوان أعادوها للواجهة ثانية وضربوا الدستور التي سنته أيديهم بصفعة أيديهم نفسها ,,,

أما بالنسبة للوزارات فحدث ولا حرج ولا أريد إن أعلن امتعاضي بل أريد أن أقارن بين اكبر دولة في العالم سكانيا وهي الصين واعد عدد وزراءها وأقارنه بوزراء العراق وأريد أن اسأل سئوال واحد فقط هل هناك وزراه بالعالم تسمى (وزارة المتحدث باسم الحكومة) وهكذا ارتفع عدد وزارات العراق إلى 42 وزارة بكل ما تعني هذه الأعداد المضافة من هتك للمال العام العراقي ليصل الى عشرات الملايين وضياعها بجيوب هؤلاء الأشخاص ويبدوا الأمر إنها وزارة شكلت في العراق ..الجميع في العالم ربما هنأ هذه الحكومة والنواب لكن اجزم ان العراقيين وحدهم والمعنيين هم بالآمر لم يهنوا احد ولم يفرحوا بكل ذالك لأنهم المتضررين الوحيدين من كل هذا الذي حدث والذي سيحدث .