نحن العراقيين بحاجة الى ( بن عزيزي ) يحرق نفسه كي نصحو من سباتنا
قال الشاعر التونسي الشابي :
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
حيث جسدها شعبه التونسي هذا اليوم فاستجاب لهم القدر .
كان الشعب العراقي منذ القدم شعب ابي وغيور وله مبادئ سامية متمسك بها وهي سبب عزه كرامته . فلم يكن هنالك شعب من الشعوب العربية او الاجنبية ينافس الشعب العراقي بذلك . حيث شهد تاريخه منذ القدم العديد من الثورات ضد الظلم والتعسف والطغيان . ومنها ثورة الامام الحسين عليه السلام ضد طاغية زمانه . وايضا ثورة العشرين التي قادها بعض الزعامات الدينية والاجتماعية من الوطنيين لطرد الانكليز من العراق . وثورة 14تموز 1958 لتغيير نظام الحكم من الملكي الى الجمهوري . ثورة الكيلاني والضباط الاحرار ايضا ضد الانكليز . وليس ببعيد ثورة 1991 الانتفاضة الشعبانية ضد نظام الحكم . وقبلها الانتفاضة في الجامعة المستنصرية ... الخ
كل هذه الفترات كان العراق هو حامل اللقب ( شعب الثورات ) ولكن ماذا حصل الان ؟ لماذا العراقيين ساكتين خاضعين خانعين لكل من يضطهدهم او يضحك عليهم اومن يخونهم ؟ حيث يعاني الامرين من كل الساسة الذين يحكمونه الان .
السبب الاول والرئيسي بلا شك الشعب هو بنفسه لأنه قد رضي بهذا الذل والهوان طلبا للدنيا . ولكن نسوا ان السلامة من الدنيا هو ترك ما فيها . ولكن يبقى سبب ثاني لا يقل اهمية او فاعلية من السبب الاول . وهو المحركات التي تحرك هذا الشعب . فالشعب له محركات وموجهات نحو اعماله التي يقوم بها وخصوصا الجماعية منها كالانتخابات او المظاهرات او المحافل وغيرها وهي التي تسيطر عليها وهذا ما يطلق عليه حشر مع الناس عيد ليس الا وليس بشكل واعي . وهذا ما لمسناه من الواقع حيث تجد ان الناس مع الكثرة مهما كانت . والمحركات هذه هي السبب في حالة السكوت والخضوع . لأنها قد عودت الجماهير على هذه الحالة من خلال زرع الفتنة بين صفوفه ونسبها الى غيرهم من الاعداء كي يتم التخويف بهم . وكذلك من خلال تجويع الشعب وجعله يفكر فقط في معيشته فمرة بالكهرباء يتم الهائه واخرى بالماء وتارة بالنفط واخرى بالبانزين ومرات بالانفجارات وغيرها من الوسائل التي تشل عملية التفكير لدى الناس . وتجعلهم يقولون ( اني ياهو مالتي ) .
وبالتالي اصبح العراقيين عبارة عن دمى يحركها من يشاء من هؤلاء . ولكن متى يصحوا العراقيين من هذا السبات . انهم بحاجة الى ( بن عزيزي ) اخر يقوم بحرق نفسه كي يصحوا العرقيين .
سالم العتابي