جيب هذا الزمان .... زرع الاعداء بنا ما لم يكن بالحسبان كنا صغارا لعبنا كثيرا ... وتشاجرنا كثيرا ....ونتصالح بعد بُرهة.... وجلسنا على مقعد الدراسة الابتدائية والمتوسطة سوياَ .... مشاكلنا كانت واحدة ... واسرارنا كانت واحده .... لم نكن نتوقع يوما ولا لحظة انه في يوم من الايام يأتي من يعكر أجوائنا ... ويكدر علاقتنا ... وأخوتنا.جاء ذلك اليوم ... وفعل فعلته ومزّق كل اواصر المحبة وأواصر الصداقة والاخوّة .نعم ... معظمنا اصبح لديه هذا الهاجس ... وأي هاجس ؟؟؟هل صادفك مرة ان التقيت بصديق عزيز عليك لم تراه منذ مدة طويلة تكاد تكون سنوات ... وابتعادك عنه لا لشئ الا لان ظروف الحياة وصعوبة العيش فرضت عليك او عليه الانتقال من مكان الى اخر او من محافظة الى اخرى او من بلد الى بلد اخر , وهذا الشخص كان بمثابة الاخ الذي كنت تشاركه هموم الدنيا ؟والمؤلم في الامر انه لم يعد بإستطاعتك ان تبوح له كل ما تريد والسبب تلك الاحزاب التي جاءت مع الاحتلال ومعها مشروع ليس فقط تقسيم العراق ارضا , وانما تمزيق لُحمة ذلك الشعب وتفتيت اواصره , وأساليب المحتل واذنابه من تلك الاحزاب كانت كثيرة ومتعدده ومن تلك الاساليب جعل انتماءات وتوجهات اغلب الشعب العراقي و لا أقول كله , تميل باتجاه تلك الاحزاب وهذا الميل لم يكن بسبب كون تلك الاحزاب وطنية او ما شاكل ولكن ان اغلب الشعب العراقي عانى ظلم ذلك النظام البائد وقسوته وحرمانه من ابسط حقوقه لذلك وجد الشعب معتقدا ان ملاذه سيكون في تلك الاحزاب كونها رفعت شعار الحرية والديمقراطية ورفع الحيف والظلم عن كل طبقات وفئات المجتمع العراقي و شبهت نفسها بالمُنقذ هذا من جانب ولسطحية المستوى الفكري لاغلب شرائح المجتمع من جانب اخر واصبح ذلك واضحا من خلال تمرير جملة من المشاريع لا حصر لها منذ الاحتلال الى يومنا هذا وعلى سبيل المثال مُرّر قانون الدستور والاتفاقية الامنية سيئة الصيت ولا زالت تُمرر كل يوم مشاريع شتى . وهنا لا ننسى الدور الرئيس والداعم لكل تلك المشاريع من لدن مرجعية النجف المتمثلة بالسيستاني عميل الموساد الاسرائيلي الذي طالما بارك وأيّد كل مشاريع الاحتلال والزيارات المتكرره من قبل المسؤولين الامريكان الى هذه المرجعية واخرها زيارة نائب الرئيس الامريكي ( بايدن ) زعيم مشروع التقسيم في العراق فهي خير دليل على عمالة السيستاني .أقول انه للاسباب اعلاه كان ارتباط اغلب العراقيين بتلك الاحزاب فتارة كان الارتباط مصلحي تحت عناوين شتى منها احتمالية وجود فرصة عمل او تعيين في دوائر الدولة او لشغل منصب معين وتارة اخرى لقناعة في مشروع تلك الاحزاب وهؤلاء لايشكلون الا النسبة الضئيلة , وهذا الارتباط كان له الاثر الكبير في تغيير نفوس معظم العراقيين وانعدام الثقة حتى بمن كنت في يوم من الايام تفصح له كل اسرارك وتشكو له كل همومك لانه ربما تجد ان القناعات والرؤى قد تغيرت لدى ذلك الشخص بعد طول الفراق .....عجيب هذا الزمان .... زرع الاعداء بنا ما لم يكن بالحسبان بقلم: من صُعق من صديق كان في يوم اخاً
منقوووول
منقوووول